Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المقدمة

تعتبر تقنية الزراعة الدقيقة من التقنيات الحديثة نسبياً في مجال الزراعة والتي تعنى بتطبيق المعدلات المناسبة المثلى من المدخلات الزراعية، مثل الكيماويات الزراعية والمياه والبذور، في الأماكن المناسبة من الحقول الزراعية بحيث تعطى كل منطقة في الحقل ماتحتاجة بالضبط من هذه المدخلات بدون زيادة أو نقصان. النتائج الأساسية المرجوة من تطبيق هذه التقنية تتمثل في زيادة الكفاءة الاقتصادية لصناعة الزراعة، من خلال زيادة دقة تطبيق المدخلات الزراعية، وتقليل تلوث البيئة بالكيماويات الزراعية من خلال تقنين استخدام هذه الكيماويات بالمعدلات المناسبة. لهذه التقنية أهمية كبيرة حيث تطبق بشكل واسع في معظم دول العالم المتقدم مثل الولايات المتحدة الأميريكية وأوروبا، خصوصاً في ظل تناقص الموارد وتزايد اهتمام المجتمعات بالبيئة والعوامل المسببة لتلوثها. وإدراكاً وتقديراً من جامعة الملك سعود بأهمية هذه التقنية للقطاعين الزراعي والبيئي ولمواكبة التطورات العالمية في هذا الموضوع فقد تم إنشاء كرسي أبحاث الزراعة الدقيقة في الجامعة في الشهر السادس من العام 1430 هـ، بحيث تتمثل المهام العامة للكرسي بثلاثة محاور أساسية. المحور الأول يتعلق بتكوين ورفع مستوى الفهم والوعي لدى المجتمع بصفة عامة، والمجتمع الزراعي بصفة خاصة، بهذه التقنية وأهميتها الاقتصادية والبيئية وذلك من خلال ورش العمل والتدريب. يتعلق المحور الثاني بإجراء التجارب والأبحاث المعملية والحقلية في تطبيقات تقنية الزراعة الدقيقة المختلفة على الحقول الزراعية في المملكة العربية السعودية. تكمن أهمية هذا المحور في النتائج والتوصيات من هذه الأبحاث والتي يتوقع أن تسهم بشكل كبير وفعال في الوصول إلى الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، مثل المياه التي تعتبر من الموارد النادرة والمستنزفة بشدة في بيئة المملكة. كذلك يتوقع من هذه الأبحاث أن تفضي إلى توصيات بخصوص معدلات التطبيق المثلى من الكيماويات الزراعية وذلك للحد من تلوث البيئة حيث، على سبيل المثال، تعاني كثير من المياه الجوفية حالياً من التلوث بعنصر النيتروجين كنتيجة للمبالغة في معدلات تطبيق الأسمدة النيتروجينية على مدى سنين من الزراعة. أما المحور الثالث فيتعلق بالمشاركة الفعالة محلياً وعالمياً في هذا المجال حيث يتم التعاون العلمي مع المختصين والعلماء والمؤسسات العلمية داخل المملكة، وكذلك العلماء والمراكز العلمية العالمية التي تتميز بالأبحاث والإنتاج العلمي الخاص بهذه التقنية وذلك من خلال برامج الأستاذ الزائر أو البحوث المشتركة والزيارات العلمية المتبادلة وذلك بهدف الاستفادة من التجارب والبحوث العالمية للرقي بالبحث العلمي المحلي في مجال تقنية الزراعة الدقيقة ونقل مفردات ومكونات هذه التقنية إلى المملكة العربية السعودية.

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 3:38ص